السؤال: أعمل في شركة تقدم مجموعة خدمات مباحة شرعاً.
ولكن هناك خدمة اسمها إعادة البث المرئي بحيث تستقبل الشركة البث الفضائي للقنوات الفضائية.
مثل قنوات الرياضة والأفلام وغيرها وتعيد بثها بحيث يكون استقبالها من قبل الزبون بدون الحاجة لتركيب صحن فضائي فوق منزله فقط بشراء جهاز مستقبل من الشركة.
وهذه الخدمة نرى أنها لا تجوز شرعاً لكثرة المفاسد التي تبث في هذه القنوات الفضائية، وسؤالي:
بصفتي مهندسا في هذه الشركة، يطلب مني برمجة منظومة لتسجيل المشتركين في الخدمة أو الإشراف على من سوف يبرمج هذه المنظومة.
وفي حالة عدم مقدرتي أن أرفض هذا العمل فهل أترك الشركة أو أنفذ المطلوب، لأنني لا أساهم بشكل مباشر في بيع الجهاز أو نشره؟
كما أرجوا منكم أن تقدموا كلمة لإدارة الشركة لعلي أقوم بإيصالها لهم، وبارك الله فيكم ونفع الله بكم.
الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل في العمل في خدمات الاتصال الفضائية من قنوات واتصالات وغيرها الجواز، لأنه هو الأصل في المعاملات حتى يرد الدليل الناقل عنه إلى غيره.
إلا إذا تضمن العمل فيها مباشرة فعل محرم أو إعانة عليه أو غلب استعمال الخدمة في التقاط قنوات الفساد المحرمة كالتي تبث أفلام العري والمجون ومعاقرة الخمور والترويج للباطل ونحوها فحينئذ يحرم العمل في الخدمة التي تسهل الوصول إليها وتعين على نشرها تجنبا لمباشرة الفعل المحرم والإعانة عليه وسدا لذريعة نشر الفساد، قال تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.
وبناء على هذا، فإن كان الغالب هو التقاط القنوات المحرمة فلا يجوز لك العمل في البرمجة أو الإشراف على هذه الخدمة، وننصح القائمين على الشركة بعدم توفيرها أوعلى الأقل ضبطها لتوفر باقة من القنوات الإعلامية والثقافية النافعة دون غيرها.
ولا يكونوا من جند الشيطان وأعوانه في إغواء الناس وتسهيل طرق الحرام، ولا يحملنهم هم جمع المال والاستكثار منه على طلبه بمعصية الله، ففي الحديث:
لا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه الطبراني في المعجم الكبير، وعبد الرزاق في المصنف، وذكره الألباني في الصحيحة.
وفي الحديث الآخر: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوفي رزقها. رواه أبو نعيم وصححه الألباني في الجامع.
وسبل جمع المال من طرق الحلال كثيرة ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
والله أعلم.
المصدر: موقع إسلام ويب